-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تاريخ التعليم الحديث فى مصر، مدرسة الطب البيطرى مثالاً


واجهت محمد علي باشا بعد توليه حكم مصر الكثير من الصعوبات فى إنشاء نظام تعليم حديث قائم على المدارس (الكليات) المتخصصة وذلك بسبب الفنيين والحرفيين التقليديين الذين ورثوا المهن عن طريق الخبرات الحياتية بدون دراسات أكاديمية .
وقد مر التعليم الحديث فى مصر بعدة مراحل مضطربة حتى قرر محدم على أخيراً أن ينشئ نظاما عاما للتعليم يقدم الاحتياجات من الخبرات البشرية لا للجيش وحده بل لكل مؤسسات الدولة بأكملها مدنية وعسكرية .
وعين لجنة لتنظيم شئون التعليم كان رئيسها مصطفي مختار بك ومن بين أعضائها رفاعة الطهطاوي .
وبناء علي مقترحات اللجنة صدر قانون السياسة نامة.
وبموجب هذا القانون أنشئت إدارة مدنية إسمها "ديوان المدارس" في 9 مارس سة 1837 وصدرت لائحة هذا الديوان باللغة التركية ونصت علي انتقال جميع الأعمال الخاصة بالمدارس من ديوان الجهادية إلي الديوان الجديد الذي أصبح إدارة مستقلة.
وعين مديرا لها مصطفي بك مختار رئيس اللجنة، وحددت اختصاصات هذه الإدارة والإدارات الصغيرة التي تقرر أن تشرف عليها في لائحتها.
وكان من بين ما عهد إلي هذه الإدارة الإشراف عليه اسطبلات "حظائر" خيول شبرا.
وقررت إدارة المدارس الجديدة نقل مدرسة الطب البشري من أبو زعبل إلي قصر العيني كما انتدبت الدكتور هامون الذي كان قد عين مديرا لمدرسة الطب البيطري للانتقال إلي اسطبلات خيول شبرا لإعداد تقرير عنها وعن كيفية الإرتقاء بها .
وكتب هامون تقريرا قرر فيه أنه ليس من السهل كتابة النظام الصحي اللازم الإتباع وترك تنفيذ المطلوب في أيدي المديرين والبياطرة العاملين بالاسطبلات لما هم عليه من استهتار وإهمال فهو قد وجد بالاسطبلات اثنين وثلاثين حصانا ذكرا وخمسين فرسا أنثي وأربعين نتاجا من مهور الخيل.
وأن جميع هذه الحيوانات في حالة سيئة بسبب سوء التغذية الذي أصابها بالضعف والهزال .
ويقرر هامون أنه لا يوجد بالاسطبلات أي سجلات يثبت فيها نسب الخيول أو عمليات التوليد يوضح بها تواريخ الوثب والوضع والحالة .
وانتهي التقرير إلي أن الحل الأمثل هو أن يتولي بنفسه الإشراف علي الاسطبلات.
ولكنه لم يتمكن من ذلك بعد تعيينه في فبراير 1837 ناظرا لمدرسة الطب البيطري في أبو زعبل .
وأنهي تقريره بأن اقترح أن تنقل المدرسة من أبو زعبل إلي شبرا ليستطيع هو بمساعدة طلبة المدرسة وأساتذتها الإشراف علي الاسطبلات، وقبل الإقتراح .
ونقلت مدرسة الطب البيطري سنة 1838 إلي شبرا.
وبنيت لها مبان جديد كما بنيت اسطبلات جديدة لتربية الخيول بنظام صحي ووضعت تحت إشراف أساتذة المدرسة ووجد الطلبة الذين بلغ عددهم مائة وعشرين طالبا مكانا للتدريب العملي الذي كانوا محرومين منه في أبو زعبل .

وكانت تلك البداية الحقيقية لمدرسة الطب البيطرى فى مصر منذ ذلك التاريخ ..

شكراً مقدماً على التعليق والمشاركة

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العرب سايت

2016