-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إمبراطوريات وممالك حكمها الخصيان والأغاوات، الإمبراطورية العثمانية نموذجا


مر زمن كان فيه أغلب الخصيان من السلاف وهي قبائل نزحت من شمال البحر الأسود إلي أوربا وتمركزت في ألمانيا .
وقد أنشأوا معامل أو مصانع للخصي (كما سموها) في جهة فردون بمقاطعة اللورين التابعة لفرنسا حاليا .
وفي هذه المعامل كانوا يخصون أطفالا كثيرين يشترونهم أو يخطفونهم. وكان يموت في هذه العملية عدد كبير من الأطفال. ومن بقي حياً قلة يرسلون إلي أسبانيا حيث توجد سوق جملة متسعة ورائجة للخصيان .
فالتجار يحضرون من كل مكان وينتقون ويشترون ويفرز الصبية المخصية كأي بضاعة يتم فرزها .
فالصبي الجميل سيباع للزينة ولأغراض أخري .
والصبي الذكي تدرس له بعض الضروريات كالحساب والقراءة فيباع كصبي لتاجر أو صانع أو ما أشبه .
والصبي القوي سيباع ليدرب علي أعمال الحراسة والحرب .
والصبي حسن الصوت سيباع لمن يدربه علي الموسيقي والغناء .
ولازالت كلمة (سلاف) في القاموس الانجليزي تعني الرقيق .
وانتشرت عادة استخدام الخصيان في القصور ووصلا إلي حد السيطرة علي الدولة وصاروا أصحاب السلطة والمكانة وخاصة في الامبراطوريات الرومانية والعثمانية والصينية .
ولمعرفة حال الخصي في عهد عبد الحميد آخر السلاطين العثمانيين الذي ترك الحكم سنة 1909ليقضي بقية عمره في سالونيكا يكفي أن نحكى قصة وردت في كتاب "ما هنالك" من أسرار السلطان عبد الحميد والذي ألفه إبراهيم المويلحي.
يقول المويلحى: (( دخل زكي باشا علي المرحوم بهرام أغا المخصي في مجلس حافل بالوزراء والكبراء و (زكي باشا قائد عسكري كبير) وقال الباشا للخصي: يا مولاي إن الدولة عينت عبدكم قائدا علي عساكرها في طرابلس ولي أمنية ألتمس من عنايتكم تحقيقها وهي تقبيل يدكم الشريفة .
وقهقهة الأغا كبير الخصيان ورد علي الباشا: متي وصل قدركم أن يتعدي رجلي  إلي يدي !!
وبجانب الأغا رئيس الخصيان هناك جماعة منهم يسمون المابينجي .. والمابينجي معناها المصاحبين ومهمتهم تنفيذ أوامر السلطان وتلبية رغباته .
ويحكي أحد المستشرقين واسمه بنزر في كتاب له عن الحريم أن الخصيان في القصر العثماني كانوا يبلغون أحياناً ثمانمائة خصي لهم درجات ومنصاب مختلفة ابتداء من منصب الأغا رئيس خصيان الجواري إلي النكرات من الغلمان والذين يقومون بأحقر الأعمال في تلك الإدارة المتشعبة .
والخصيان من البيض أو السود وكان رئيس الخصي ووالدة السلطان هما الحكام الحقيقين للدولة .
وقد ورد فى كتاب "تاريخ التعليم الطبي في مصر" (طبع سنة 1935) أن أول دفعة تخرجت من مدرسة المولدات في مصر ضمت إثنان من الخصيان هما : ألمظ أغا وسليمان أغا. ذلك أنه عند افتتاح هذه المدرسة رفض الأهالي إدخال بناتهم إليها فتم شراء عشر بنات من سوق الرقيق وضم إليهن عشر بنات أخريات كان أهلهن قد تركوهن بالماريستافات (المستشفيات) ثم صدر أمر عالي بإلحاق اثنان من الخصيان للدراسة بها وكانا من خصيان قصر القلعة وذلك حتي تتولي هذه الجماعة توليد حريم الباشا محمد علي .

شكراً مقدماً على التعليق والمشاركة

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العرب سايت

2016