تاريخ الخصيان، ومن هو أول إنسان قام بخصى نفسه بنفسه؟

فى التاريخ القديم أمرت الملكة الأشورية سميراميس بخصي جميع خدامها وحراسها من الرجال، وتسببت بذلك في إفقادهم رجولتهم وفي نشر جريمة الخصي في العالم كله وحتي القرن (التاسع عشر) ..

وقد يكون هذا مقبولا منها بدعوي المحافظة علي ملكها، ولكن من غير المعقول هو أن يظهر الكثير من رجال الأديان القديمة ممن يؤيدون ممارسة عملية الخصي للرجال، ويدعون أن من الخصيان من يولدون كذلك لأنهم كتبت لهم الحياة المنعمة في مملكة السماء!

بل ويغالون بالقول أن من لم ينعم عليه الله بنعمة الخصي يمكنه أن يترهب أو يتكهن (أي يصبح كاهنا) ويبتعد عن الغريزة تماماً ويعيش عفيفا

وهذا النوع من الأشخاص عند بعضهم أفضل من الخصي لأنه منح نفسه بنفسه بينما الخصي ليس له فضل في عفته ولا حيله له .

ويحاول البعض التبرير مدعين أن الراهب يجب أن يخصي حتي يضمن عدم تمكنه من المعصية!

ويؤلفون أن الراهب أوريجان مثلاً كان رائدا في هذا المجال، ويرون فى ذلك قصة معروفة بأن حدث ذات مرة أن حضرت إلي الدير في إيطاليا بنت حلوة جدا طالبة منه إيواءها وأفهمته أنها تعمل عند سيدة غنية في إحدي القري وقد توفيت السيدة فطردها أبناء السيدة ولم تجد عملا بالقرية فقررت الذهاب إلي المدينة بحثا عن العمل وسارت طول النهار حتي حل الليل ولم تجد مكانا تلجأ إليه غير الدير .

وأدخلها الراهب وقدم لها طعاما وصلي وجلس أمامها يعظها وعنده أمل في أن يلحقها بسلك الراهبات .

وفيما هو يعظها تثاءبت البنت وأغمضت عينيها وفوجئ بها نائمة .

ويحكي أنه أحس بجمال البنت واشتهاها بشدة ولم تستطع الصلاة أو الاستمرار فى الأدعية أن تحد وتهبط وتقلل من شهوته الحادة  التى استيقظت فجأة، فأيقظ البنت وقادها بقسوة إلي حيث ستنام .

وفي اليوم التالي صرف البنت بعد أن أعطاها مبلغا من المال وحملها بعض الطعام ولكنه كان قد قرر شيئا ونفذه في الحال .

لقد خصي الراهب أوريجان نفسه حتي لا يمكنه أن يشتهي بنتا أخري وحتي لو اشتهي فإن الأعضاء أو الأداة التي سيرتكب بها الخطيئة لم يعد لها وجود فقد قطعها وتخلص منها .

وقد انتشرت عادة إقتناء الخصي في قصور الأغنياء الذين يتبارون في التفاخر بأعداد ما يملكونه منهم فالغلمان الخصيان كانوا بمثابة شيء للزينة كالتماثيل أو التحف الفنية، فيلبسونهم ملابس خاصة فاخرة مزركشة ومحلاة .

وإذا ما كبر الولد المخصي نقل لخدمة الحريم أو استخدم في الحراسة.

وفي روما حكم الإمبراطور دوميتيانوس من سنة 81م إلي سنة 91م وقام بإصدار مرسوم يحرم بموجبه عادة الخصي .

ولكن المرسوم لم ينفذ وبقيت عملية الخصي واستخدام الخصيان عند الرومانيين تجري بصفة سرية . واعتبر الإمبراطور مستبدا بسبب هذا القرار .

وفي القسطنطينية انتشرت عادة استخدام الخصيان في الفرق الموسيقية وفي القرن الثامن عشر تم استخدامهم في متتابعات الأوبرا في روما كمغنين من ذكور مخصيين .

وفى بداية القرن التاسع عشر كان الجوق البابوي مكونا من خصيان ومن أشهر هؤلاء المنشد المسمي فارينللي.