-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تاريخ الطب البيطرى وقصة أول مدرسة بيطرية فى مصر


أنشئت أول مدرسة للطب البيطري في مصر في رشيد سنة 1827 بعد ظهور وباء الطاعون للبقري بتلك المدينة .
ولكن بعد أن هدأت الأحوال وجد أن المقر المعقول للمدرسة يجب أن يكون بجوار معسكرات الجيش حيث تحتاج الخيول والحيوانات التي يملكها الجيش إلي الرعاية الصحية .
وهكذا تقرر نقل المدرسة إلي المستشفي الحربي في "أبو زعبل".
وفي سنة 1831 نقلت المدرسة إلي جناح في مستشفي ومدرسة طب "أبو زعبل" العسكرية مؤقتا إلي أن يتم بناء مبني خاص بها، وعين سليم أغا ناظرا لها.
وفعلا أقيم مبني جديد أعدت فيه عيادات بييطرية مختلفة ومعامل ومساكن للأساتذة والطلبة ومطعم وحمامات .. إلخ.
وانتظمت الدراسة وأصبح ووصل عدد الطلبة إلى مائة تلميذ كما نظمن لهم امتحانات سنوية جادة حسب البرنامج الدراسي المحدد.
ووزع خريجو المدرسة علي مختلف وحدات الجيش، ولكن الأطباء البياطرة (بالخبرة) غير المؤهلين والذين كانوا يحتلون المناصب الكبري بالجيش قاموا بمحاربة الخريجين ومحاربة الدراسة البيطرية .
فبالنسبة للخريجين فقد أعطوهم أعمالا مكتبية وإدارية بعيدة عن اختصاصهم ومنعوهم من مراقبة الحيوانات المملوكة للجيش أو التدخل في رعايتها أو علاجها.
وبالنسبة للمدرسة فقد منع هؤلاء إرسال أي حالات مرضية بسيطة يمكنهم علاجها إلي المدرسة. وفي نفس الوقت كانوا يسرعون بإرسال الحيوانت الميئوس من علاجها إلي المدرسة لتموت بها.
وأحيانا كانت الحيوانات تموت في الطريق فتسلم جثثها للمدرسة حتي يقيد في دفاترها أنها أرسلت حية إلي مدرسة أبو زعبل .
وبعد هذا يصرخون ويهللون ويرسلون الشكاوي المؤيدة بالمستندات إلي الوالي ليثبتوا له أن جميع الحيوانات المريضة التي دخلت المستشفي ماتت.
في الوقت الذي قاموا هم فيه بعلاج الكثير من الحالات فشفيت ولم يحدث أن نفق أو توفي حيوان وصفوا الدواء له .. إلخ.
ويبدو أن شكاوي وتقولات البياطرة القدامي قد أتت بمفعولها . إذ خفضت ميزانية المدرسة البيطرية ولم يعد أحد يهتم بالاستجابة لطلبات مديرها سليم أغا الذي أحيل إلي المعاش بعد فترة قصيرة لسوء الإدارة.
وفي سنة 1873 أصدر محمد علي باشا قانون "السياسة نامة" وهو قانون قصد به إصلاح التعليم وتنظيمه وإنشاء المدارس المتخصصة .
وكان محمد علي قد انشأ الكثير من المدارس المتخصصة كمدرسة "الحكمة خانة" بالقلعة لتعليم الصيدلة سنة 1829 ومدرستي الفنون والحرف والري سنة 1831 ومدرسة الزراعة سنة 1833 ومدرستي الحسابات والترجمة سنة 1836 وغيرها .
وكان الغرض منها هو سد احتياجات الجيش وكان يتولي إدراة المدارسة "ديوان الجهادية" وهو يشبه إدراة التجنيد. وكان هذا الديوان ينظر إلي هذه المدارس كمكان للتدريب الخاص لمختلف الفروع اللازمة للجيش فإن احتياج الجيش إلي بيطريين خصصت ميزانية لمدرسة الطب البيطري لتخريج العدد المطلوب وأن احتياج الجيش لصيادلة نقلت الميزانية إلي مدرسة "الحكمة خانة" وتوقف ميزانية مدرسة الطب البيطري التي تهمل أو تغلق وعندما يطلب الجيش أطباء بياطرة من جديد يعاد فتح المدرسة .
ويعاد تجميع مدرسيها من الوحدات التي كانوا قد وزعوا عليها ليقوموا بتخريج الدفعة المطلوبة .

وهذا يفسر لنا ما كان يحدث ليس لمدرسة الطب البيطري وحدها بل لجميع المدارس التخصصية في ذلك الوقت من فتح وإغلاق بشكل حير الكثيرين من مؤرخي تلك الفترة .

شكراً مقدماً على التعليق والمشاركة

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العرب سايت

2016