-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

التكوين العكسى من أساليب الدفاع النفسى، المجاملات المقبولة والنفاق مثالاً


المجاملة، النفاق ، باختصار التكوين العكسي وهو يعني ببساطة "أن يظهر الإنسان عكس ما يضمر دون أن يدري هو نفسه سببا لذلك"!!.
يعيش الإنسان في مجتمع له عاداته وله تقاليده وتتم عملية التنشئة الاجتماعية علي ذلك بأن تظهر الود والاحترام للكبار والعطف علي من يصغرونك في السن .
ولكن هنا يجب أن نفرق بين سلوك المجاملة المعقولة والمجاملة المبالغ فيها، لأنك حين تجامل وتعرف هذا ويكون قصدك إظهار الود والاحترام والاهتمام للشخص حتي يستأنس وتذهب عنه الوحشة والإحساس بالغربة فهذا ولا شك سلوك مقبول وجيد . ولعل الأمثلة الشعبية قد عبرت عن ذلك مثلاً ((لاقيني ولا تغديني)) و ((إن بصلة المحب خروف)) وذلك لأنك أشبعت باستقبالك الطبيب الاحتياجات النفسية الموجودة لدي الآخر .
وما سبق لا غبار عليه لكن ميكانيزم التكوين العكسي يظهر في الميل إلي المبالغة مما لا يجعلنا حتي نفسيا نتقبل هذه المبالغة ونتشكك فيها ونعدها نوعا من "النفاق المكشوف أو المفضوح".
فالشيء المبالغ فيه يعني نفسيا أن الفرد يلجأ لا شعوريا إلي هذه الحيلة لكي يخفي ما يبطن لهذا الشخص وهنا يظهر عكس ما يبطن .
والنفوس الصادقة الصافية تدرك بغريزتها كيف تفرق بين كلام الحب الحقيقي والصادق وبين النفاق وزخرف الكلام المعسول .
ولذلك كثيرا ما نشك في حقيقة ما نشاهده أو نسمعه من آراء وعواطف ومدح مبالغ فيه وهناك العديد من الأمثلة التي نراها في حياتنا وأحيانا دون أن ننتبه إلي مغزاها النفسي.
فمعروف أن سلوك الغيرة بين الأطفال خصوصا إذا كان الطفل لم يكمل عامه الثالث وأنجبت أمه له أخا جديدا ووجود أخ جديد إنما يعني نفسيا وواقعيا حرمان الطفل من مركز الاهتمام الذي كان يلقاه في السابق وهنا نجده لا إراديا يبالغ في إظهار حبه واهتمامه بالطفل الجديد .
مما يجعلنا كآباء ندرك بغريزتنا أن هذا السلوك مبالغ فيه ويتأكد هذا الظن أو اليقين أكثر حين نفاجأ بصراخ الطفل وقد تعرض للضرب أو "القرص" من أخيه الكبير ونتعجب من كل هذا الحب الذي يبديه والواقع الذي نراه الآن.
وقد التقط الحس الشعبي العظيم هذا الموقف معبرا بهذا المثل الجميل (أسمع كلامك أصدقك. أشوف أمورك أستعجب، وفي رواية أخري، أشوف أفعالك أستعجب) .
وهناك مثل رائع آخر هو (الفأر وقع من السقف القط قال له: إسم الله. قاله إبعد عني وخلي العفاريت تركبني).
ونري التكوين العكسي أو المبالغ فيه في ظاهره الخوف المرضي إذ نجد مثل هؤلاء الأشخاص قد يظهرون من الشجاعة في القول بأنهم قادرون علي فعل كذا والتصدي لكذا من الأشخاص . ولكن عند المواقف وبعد أن جعلونا نصل إلي درجة اليقين من شجاعتهم نفاجىء بأنهم جبناء وعاجزون تماما وأن الشعارات التي أزعجونا بها ما هي إلا طبل أجوف قد اكشفت حقيقته.
ومثلاً الأب الذي يفرض علي إبنه كلية أو دراسة أو مهنة معينة ويشعر الشاب أنه لا مناص له من الرفض سوي الموافقة ماذا تتوقع لهذا الإبن أن يظهر عكس ما يبطن.
بمعني أنه ينافق والده وأنه مقتنع برأيه بل يظل يعدد مزايا هذه الكلية أو ذلك العمل ثم تكون النتيجة حين يلتحق فعلا يصادف الفشل التام لأنه أظهر عكس حقيقته فلم يتألف أو يتوافق لا مع نفسه ولا مع الآخرين

شكراً مقدماً على التعليق والمشاركة

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العرب سايت

2016