-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المال واختلاف الميول والرغبات متى يكون نقمة، ومتى يكون نعمة على الزوجين


إذا كان أحد الزوجين ذا ثروة خاصة فإن ثراءه الملموس قد يكون مكدرا للصفو بدل أن يكون وسيلة للسعادة .
فالرجل يتطلع إلي مال الزوجة ويراه مما يجب أن يعود عليه بالرفاهية والاستمتاع .
علي حين تري أنه حقها وحدها وأن مطامع زوجها لابد أن تقف دونه فيحدث من الخلاف ما يجعل البيت السعيد غائم الأفق بالضباب الكثيف .
وقد يكون الزوج هو صاحب الثراء ولكنه مقتصد غير مبذر فتظن الزوجة أنه لا يريد أن يسعدها بماله فيحدث الكدر المنغص أيضا، لذلك كان من الضروري مراعاة المستوي المادي المناسب بين الزوجين لنسد أبواب الخلاف .
والغريب أن حماقة احدهما دائما هي التي تكدر الصفو. إذ لو استطاع المحتاج أن يظهر تعففه النفسي مثلاً لوجد من يقدر نزاهته المترفعة .
ولكن الاندفاع المتعجل هو الذي يجسد الخلاف ويزيد المشكلات علي نحو مفزع.
اختلاف الميول والنزعات
أما اختلاف الميول والنزعات فباعثه الحقيقي اختلاف البيئة والثقافة، فإذا كان أحد الزوجين في مستوي عائلي أو ثقافي دون مستوي صاحبه شعر بإتساع الهوة بين رغباته المنشودة وما قرينه من رغبات مضادة.
وقد يكون صاحب المستوي الرفيع متشامخا متكبرا فيظل يتحدث عن نفسه معددا مزاياه وكأنه بذلك يردد نقائص صاحبه. وطبيعي أن يكثر النزاع في مثل هذه الظروف فتنمو عوامل البغضاء بالتدريج .
وربما تصل إلي حد يتعذر معه الوفاق، وكان من الممكن تجنب كل ذلك لو نزع كل زوج إلي مماثلة القريب.
وحين دخلت المرأة ميدان العمل أخذت تترقي في مدارج الوظائف العالية وقد تصل إلي منزلة تكون فيها رئيسة لزوجها حتي ليعرف بها بين الناس .
وفي أمثال هذه الحالات ينطوي الزوج علي نفسه وكأنه فوجئ بنقص يعوقه أن يجد امتداده الطبيعي ولا نقول أن ذلك مطرد دائما فهناك من يتمتع بحصانة نفسية تجعله لا يحس بذلك النقص ، ولكن هناك من تؤرقه هذه المتاعب وتضنيه .
وكان من الأوفق أن يقدر لكل حالة وضعها أو أن يعمد مبدئيا إلي اختيار من يوازيه في مستوي واحد علي سنن الطريق .
فإذا طلبنا العلاج لهذه المضايقات وجدناه في ضرورة الاختيار المناسب قبل الافتراق وقد شخصه رسول الله صلي الله عليه وسلم تشخيصا حكيما .
فقد حدد رسول الله مرغبات الزوجة من مال وجمال وحسب ولكنه آثر علي هذه المرغبات عنصرا هاما هو الدين لأن ذات الدين الحقيقي تعتصم به فتعرف حق زوجها، وتحسم بوادر الخلاف حين تلوح بوارق الشر والدين صفة جامعة لكل الفضائل ومن أهمها العفة الشريفة والود والحنان المتبادل والإيثار النبيل .
وإذا اكتمل ذلك كله لدي الصاحبين "زوجا وزوجة" فلا مضايقات ولا مكدرات فليت الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه يجدون في هذا التشخيص الدقيق والعلاج الصحيح ما يجعل المنزل العائلي روضة ناضرة ذات عطر ودفء ونسيم .

شكراً مقدماً على التعليق والمشاركة

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العرب سايت

2016