-->

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

هل المشاحنات بين الزوجين من الأمور الطبيعية، ومتى يكون جمال الزوجة نقمة؟!


من المؤسف كثيرا أن تكون للزواج مضايقاته مع أن الأصل فيه أن يكون مصدر هناء وسعادة دائمة. فسكون النفس وطمأنينتها هدف أول من أهداف الزواج.
وفي ظل هذا السكون الآمن تكون المودة الحانية والرحمة الرقيقة حين يتعاون الزوجان علي تحمل الأعباء بثغر باسم وعزم نشيط .
ولعل من رحمة الله أن تكون هذه المضايقات في كثير من أحوالها سهلة الحل يسيرة الاحتمال فليست خطرا هادما تصعب ملاقاته إلا فيما ندر لدي قوم يتبعون زمام العاطفة وحدها.
فلا ينظرون إلي الأمر من جميع نواحيه ليوازنوا بين مناحي الخير ومواضع الشر بل تتجسد أمامهم النقائص وحدها وكأنها كل شيء، وإذ ذاك يقضون حيواتهم في عذاب مرير.
ومما يؤسف له أن بعض الباحثين ممن يتحدثون عن الزواج وعلماء النفس وهم قلة مندفعة جوار أكثرية عاقلة يسرفون في الاستنتاج العلمي إسرافا بالغا لا ضرورة له إذ يزعم هؤلاء أن العداوة شيء طبيعي بين الزوج والزوجة .
وأن من أسباب هذه العداوة أن كل جنس يحمل في تكوينه الجسمي بعض عناصر الجنس الآخر فليست هناك ذكورة خالصة أو أنوثة خالصة، وإنما الأمر نسبي في الزيادة والنقصان. وبهذه العناصر المتشابهة يحدث التصادم إذ لا يكون الزوج حينئذ مكملا لزوجته بل معارضا لها فتيسر أسباب التصادم لأتفه الأسباب .
وهذا القول الذي يفيض فيه بعض ذوي التحليل النفسي يحتاج إلي من يرده ردا عاقلا بشهادة الواقع نفسه إذ أن المسألة لو كانت مسألة التركيب البيولوجي في الزواج لوجب أن تكون المضايقات الزوجية في كل أسرة أو في أكثر الأسر مع التجاهل وبنسبة واحدة في شتي الأجيال الزمنية المتعاقبة .
ولكننا فى الواقع نجد كثيرا من الأسر يستمتعون بالسعادة الزوجية استمتاعا لاشك فيه، كما نجد الأجيال السابقة أحسن حظا من هذا الجيل في توفر الاستقرار واكتمال  الهدوء والطمأنينة .
فلو كانت المسألة مسألة تركيب بيولوجي لكان الصراع محتوما في كل زمان ومكان. وليكف هؤلاء المحللون عن القول بهذه "الجبرية المحتومة" التي لا دليل عليها.
المضايقات الحقيقية
أما المضايقات الحقيقية فترجع إلي أمور عارضة يمكن تجنبها وليست أصلا عضويا لا محيد عنه وأذكر أن الكاتب الإنجليزي الكبير ه.ج ويلز لخص هذه المضايقات في الجمال، والمال، واختلاف الميول والنزعات .
وعجيب جدا أن تكون بواعث السعادة من جمال ومال هي نفسها بواعث الشقاء، لأن كل واحد من هذه المضايقات سلاح له حدان متناقضان وسنقف وقفة مطولة عند باعث (الجمال) الذى أشار إليه الكاتب الكبير.
كيف يكون الجمال نقمة؟!
إن المرأة البسيطة في تكوينها الجسمي تمنح قرينها عيشة هادئة بتواضعها النفسي وقلة رغباتها المادية، فهي ليست ذات دلال مفرط بحيث تكون شغله الشاغل تعطفا واسترضاء .
وهو من أجلها عرضة لحسد قد يكدر عليه حياته. كما هو عرضة لغيرة مفرطة تأكل صدره إذ يحس أن زوجته موضع التطلع،  وقد تتجسد أوهامه فيتصور أمورا لا حقيقة لها ولكنها مع ذلك تؤرقه وتجعله غير مستقر في حياته النفسية.
ومن طبيعة صاحبة الجمال المفرط أن تتطلب من النفقات ما قد يكون بعيدا عن مقدرة قرينها وقد تكون في صميم نفسها قانعة راضية ولكن من ينصحونها من الأقارب ومظهري المودة يجسدون لها أهميتها الجمالية ويدعونها إلي إرهاق زوجها بالمطالب التي تستحقها من كانت في مثل جمالها .

وهكذا يصبح الجمال مصدر إزعاج وإرهاق حتي لينادي كاتب كبير مثل ويلز بضرورة الإبتعاد عنه نشدانا للراحة وتطلبا للهدوء.

شكراً مقدماً على التعليق والمشاركة

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

العرب سايت

2016